شيخ الأزهر: جبر الخواطر هي حظ الإنسان من اسم الله ”الجبار”
وعد 2020خلال الحلقة الثانية عشرة من برنامجه الرمضاني: "حديث شيخ الأزهر"،قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: إن صفة العزيز مأخوذة من العزة بمعنى المنعة والتعالي، مع استحالة أن ينتاب الموصوف بها فكر أو خاطرة من الخواطر، وذلك بخلاف ما يتناقله البعض عن مفهوم العزيز بأنه النادر، موضحًا أن العزة بهذا المعنى لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى، وأن ورودها في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿من كان يريد العزة فلله العزة جميعا﴾ كصفة للإنسان يجعلنا نفرق بين العزة البشرية والعزة الإلهية، فالعزة الإلهية مستحيل أن تكون وصفًا للبشر، حيث إن العزة البشرية تكون ناقصة ليس فيها المنعة المطلقة أو القوة التي لا تضعف ولا تفنى. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن العبد ليس له حظ من اسم الله "العزيز" إن كان يراد به المنعة والقوة، أو لا تناله الأفكار أو تصل إليه الخواطر، وعليه أن يعلم أنه الله تعالى هو وحده العزيز، وإذا طلب هذا العبد أن يعتز بما تطيقه نفسه البشرية فلا يطلب العزة إلا من الله تعالى، ولا يطلبها من عبد؛ لأنه إن طلب العزة من عبد مثله فليعلم أنه يطلبها من ذليل وليس من عزيز. وعن تعجب البعض من اتصاف المولى - عزوجل - بصفات الجبار، والمنتقم، والمتكبر، والمذل، ونسب هذه الأسماء للذات الإلهية، أوضح فضيلة الإمام أن هذا التعجب يكون إما عن جهل وعدم دراية ومعرفة، وإما عن قصد وتعمد خبيث؛ لأن المتأمل للقرآن الكريم ولهذه الصفات يجد أنها تتعامل مع المتكبرين المنتقمين الظالمين، فهي لها مجال معين تعمل فيه، فالله لا يقهر الضعيف المؤمن المستسلم أو حتى الملحد الذي لايظلم العباد، فمن الجهل أن يقال بأن الله الجبار بمعنى أنه المتغطرس، فقد قال تعالى: ﴿وما ربك بظلام للعبيد﴾، إنما عندما يظهر أثر الجبار على الطاغي أو المتفرعن والظالم، مشددًا على أن اتصاف المولى -عز وجل- بهذه الصفات لا يمكن أن يكون من قبيل القسوة ولكن من العدل. وأضاف فضيلة الإمام أن اسم "الجبار" في اللغة يعني العالي المتعالي الذي لا يصل إليه أحد، بدليل قول العرب "نخلة جبارة" و"ناقة جبارة "، وفي القرآن الكريم: ﴿قالو ا يموسى إن فيها قوما جبارين﴾، أي لا يمكن أن تصل إليهم، والمعنى الآخر للجبار هو جبر الخاطر، بمعنى إصلاح الكسر، كما قال البعض: إن من معاني كلمة الجبار في اللغة القهر والكسر، موضحًا أن حظ العبد من اسم "الجبار" أنه يجبر خواطر الناس ولا يتعالى عليهم، ويقف في وجه الطغاة والظلمة والجبابرة.