ريان .. قصة حزينة .. بدايتها وحدت قلوب العالم أجمع .. وأدمعت عيونهم نهايتها
وعد 2020ريان .. الطفل المغربي الذي فارق الحياة، تاركاً جرحاً عميقاً بقلوب العالم الأجمع ليس بقلوب المغاربة فقط ولا بقلوب العرب وإنما بقلوب كل من شاهده وتابع حكايته .
مات ريان
صدق المثل القائل "يا فرحه ما تمت" .. بعد فرحة المتجمهرين بإخراج فرق الإنقاذ الطفل ريان من بئر بعمق 32 مترا علق فيها لأكثر من 100 ساعة شمالي المغرب، صدم الجميع بعد وقت قصير على انتشاله بإعلان خبر وفاته، ليسدل الستار على قصته بنهاية حزينة.
تعود وقائع تلك المأساة إلي ظهر الثلاثاء الماضي، حين علق ريان (5 سنوات) داخل بئر جافة بعمق 32 مترا، في القرية الزراعية "إغران" التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون (شمال)، قبل أن تنتشله طواقم الإنقاذ المغربية مساء أمس السبت.
نظراً لضيق قطر البئر (لا يتجاوز 45 سم)، وكذلك لصعوبة وضعية التربة التي عقدت مهمة الإنقاذ، مرت مرحلة الإنقاذ بلحظات معقدة .
الخميس، أعلنت الحكومة المغربية، وضع 3 سيناريوهات لإنقاذ الطفل، الأول يتمثل في توسيع البئر، والثاني إنزال رجال الإنقاذ، والثالث الحفر الموازي للبئر للوصول إلى الطفل.
وعقب فشل أول سيناريوهين، انتقلت طواقم الإنقاذ إلى حفر منحدر مواز للبئر بطول 150 مترا، وعمق 32 مترا عبر 6 جرافات واصلت الليل بالنهار من أجل إتمام مهمتها.
وتوقفت الجرافات عن العمل أكثر من مرة بسبب حدوث انزلاقات صخرية متعددة أثناء عملية الحفر.
ومع الاقتراب من مكان الطفل تراجعت الجرافات ليستكمل مهمة الحفر علي جاجاني، خمسيني مختص بحفر الآبار، والذي أتم يدويا حفر نفق نحو الطفل، قبل دخول طواقم الدفاع المدني رفقة أجهزة دقيقة من أجل انتشاله.
صور ومقاطع فيديو بثها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت قيام سيدات ريفيات من أهالي القرية، بإعداد الطعام لطواقم الإنقاذ والوافدين، وتوفير ما يمكن توفيره من احتياجات لهم.
وظهر عدد من عناصر قوات الأمن في مكان قريب من موقع الحفر، مفترشين الأرض بعد أن نال منهم التعب.
ولم تخل عيون بعض المشاركين في عملية الإنقاذ من الدموع، ورغم نجاحهم في انتشال الطفل فإن فقدان الروح ترك مشاعر الحزن.
طواقم الإنقاذ التي واصلت الليل بالنهار من أجل انتشال الطفل، ظهرت عليها علامات الإرهاق الشديد بعد ساعات متواصلة من العمل.
العالم الذي تابع الحدث عبر شاشات التلفاز،حبسوا أنفاسهم وهم يشاهدون هذا المشهد المهيب والتجمهر الكبيرالذي لم يقتصر على المغاربة في المكان، انتشلت طواقم الدفاع المدني ريان، وسط فرح ممتزج بالدموع لإخراجه.
وخرج عناصر من الدفاع المدني من نفق تم حفره لإنقاذ الطفل ومعهم ريان، محمولا على نقالة خاصة، بعد عملية لمحاولة إنقاذه امتدت منذ الثلاثاء.
ومع خروج ريان محمولا من قبل طواقم الدفاع المدني إلى سيارة إسعاف مجهزة بشكل خاص، وفي مشهد مؤثر، تعالت بالهتاف والتكبير والتهليل أصوات مئات الحاضرين من المواطنين الذين أتوا من عدة مدن مغربية.
ومنذ اليوم الأول، تجمهر مئات المغاربة قرب مكان الإنقاذ، وابتهلوا بالدعاء إلى الله ليخرج الطفل سالما معافى، كما تطوع العديد منهم من أجل مساعدة السلطات في إخراجه.
ولكن الفرح سرعان ما تحول إلى حزن بعد صدور بيان وفاة ريان.
الديوان الملكي المغربي أعلن في بيان نشرته وكالة الأنباء المغربية، مساء أمس السبت، وفاة الطفل ريان.
وقال البيان: "على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، أجرى الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا مع خالد اورام، ووسيمة خرشيش والدي الفقيد الذي وافته المنية بعد سقوطه في بئر".
وقدم العاهل المغربي، بحسب البيان، "تعازيه لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم".
وأعرب الملك محمد السادس عن "تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية، والفعاليات الجمعوية، وللتضامن القوي والتعاطف الواسع الذي حظيت به أسرة الفقيد من مختلف الفئات والأسر المغربية في هذا الظرف الأليم"..
وخلفت وفاة ريان ردود فعل حزينة داخل المغرب وخارجه.
في ذات السياق عبر عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية عن حزنه جراء الخبر، إذ كتب عبر حسابه على فيسبوك: "تلقيت بحزن وأسى كبيرين خبر وفاة الطفل ريان بعد أيام من المعاناة، والأمل في الوصول إليه حيا".
أما رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، كتب عبر حسابه على فيسبوك: "إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى، رحمة الله على الطفل ريان ورزق والديه الصبر والسلوان".
التعبير عن الألم تجاوز المغاربة، وامتد الي العالم أجمع وبكل اللغات كتبت وغردت الآهات تنعي هذا الملاك الصغير