كلمة الدكتور محمد بن على كومان فى مؤتمر رؤساء أجهزة الهجرة والجوازات
وعد 2020بدأت صباح الاربعاء الموافق 27/7/2022 جلسات المؤتمر العربي العشرون لرؤساء أجهزة الهجرة والجوازات المنعقد فى مقر الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالجمهورية التونسية بحضور كلا منسعادة العقيد علي بن موســى الكنـــدي رئيس المؤتمر وأصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود العربية واستهلت الجلسة بكلمة معالى الدكتورمحمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث رحب بالحضورفي مقر مجلس وزراء الداخلية العرب ووجة بالغ الشكر والعرفان الى تونس العزيزة للرعاية الكريمة التي تحيط المجلس، والدعم الموصول الذي توفره لأمانته العامة مما يسهم بشكل كبير في نجاح مختلف الأنشطة والفعاليات.
كذالك رفع معاليه إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب كل التقدير والامتنان على عنايتهم الدائمة بالأمانة العامة لمجلسهم الموقر وعلى سعيهم الدؤوب لتعزيز التعاون الأمني العربي.
وقد جاءت كلمة معالية على النحو التالى :- نجتمع اليوم حضورياً بعد أن فرضت علينا جائحة كوفيد 19 التواصل عن بعد خلال مؤتمركم الماضي، نظراً لمقتضيات إجراءات الإغلاق والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي التي تم انتهاجها لكبح جماح هذه الجائحة والحد من انتشارها ورغم التحسن الذي شهده الوضع الوبائي منذ بداية هذا العام، فإن مؤشرات انتشار الفيروس قد عادت إلى الارتفاع، إضافة إلى ظهور تهديدات وبائية أخرى مثل جدري القردة وفيروس ماربورغ مما يجعل أجهزتَكم الموقرة عرضة لا سمح الله- للإصابة بالعدوى نظراً لاحتكاكها اليومي بالمسافرين القادمين من شتى أنحاء العالم، وهو ما يحتم عليها اتخاذ كافة أساليب الوقاية اللازمة لضمان سلامة العاملين فيها أثناء أدائهم لرسالتهم النبيلة. يشكل التأكد من المسافرين والتحقق من أوراقهم الثبوتية بطبيعة الحال الهاجس الأكبر لأجهزة الهجرة والجوازات التي هي صمام الأمان في كل دول العالم والحصن المنيع الذي تتكسر عليه محاولات اختراق الحدود.وينعكس هذا الهاجس في جدول أعمالكم اليوم من خلال عدة بنود منها المستجدات في مجال تزوير وثائق السفر وسبل مواجهته، الذي سيسمح لكم باستعراض التطورات التقنية في تزوير الوثائق والمستندات وسبل مواجهتها؛ ذلك أننا نعلم جميعا أن التقدم العلمي والتكنولوجي ما يفتأ يوفر أدوات جديدة يستغلها المجرمون للأسف في غير الأغراض التي تم ابتكارها لأجلها، مما يفرض عليكم مواكبة هذه التطورات واتخاذ الآليات الكفيلة بمواجهتها. وفي هذا السياق سيكون الدليل العربي التقييمي للأجهزة المستخدمة في كشف جوازات ووثائق السفر والهوية المزورة أداة تضع بين أيديكم تقييما لتلك الأجهزة من واقع الاستخدام الفعلي وهو ما سيمكنكم من اتخاذ القرار المناسب عند اقتناء التجهيزات اللازمة.ونظراً لأهمية تبادل المعلومات بين الدول الاعضاء، سينظر مؤتمركم في إنشاء منصة أو آلية لتبادل الخصائص الحيوية للمسافرين في ضوء آراء الدول الأعضاء بهذا الشأن، وبما يستجيب لمقتضيات حماية المعطيات الشخصية واحترام حقوق الإنسان. ولا شك أن وجود مثل هذه المنصة أو الآلية-على غرار كل الآليات الهادفة إلى تسريع تبادل المعلومات- من شأنه أن يسهم في رصد التهديدات الإجرامية والإرهابية وإطلاق التنبيهات اللازمة بشأنها. وسيكون لحركة اللجوء -التي شهدت المنطقة العربية تفاقما لها في السنوات الأخيرة لم يسبق له مثيل- نصيبٌ كبيرٌ من مناقشاتكم من خلال مشروع الخطة الاسترشادية لتعامل أجهزة الهجرة والجوازات العربية مع اللاجئين في صيغته المعدلة، التي سترسم تصورا لهذا التعامل الذي ينبغي أن يراعي موازنة دقيقة بين احترام حقوق اللاجئين وكرامتهم وتقديم الاحتياجات الإنسانية لهم ومراعاة التحديات الأمنية التي تفرضها حركة اللجوء وسعي عصابات الإجرام المنظم وتنظيمات الإرهاب إلى استغلال هذه الحركة في أعمالها الإجرامية. وفي هذا السياق كذلك تأتي مناقشتكم لخطة العمل الإقليمية العربية حول الانتماء والهوية القانونية التي تلقينا من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة الرغبة في عرضها على مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته القادمة، فرأينا من المناسب عرضها عليكم أولا لإبداء الرأي، تمهيدا لعرضها على المجلس الموقرونظراً لتزايد حركة الهجرة غير الشرعية والمآسي الإنسانية التي تنجر عنها ولأهمية التصدي لعصابات تهريب المهاجرين، فسينظر مؤتمركم في مشروع خطة استرشادية لمواجهة الهجرة غير الشرعية، نأمل أن يشكل أداة تستفيد منها الدول الأعضاء في جهودها لمكافحة هذه الظاهرة المدمرة يسعدني في الختام أن أجدد الترحيب بكم واثقاً من أنكم ستناقشون هذه المواضيع الثرية بكلكفاءة واقتداروصولًا إلى نتائج بناءة تسهم في تعزيز التعاون بين أجهزة الهجرة والجوازات العربية وتدعِّم بالتالي جهودنا المشتركة لمواجهة التهديدات الإجرامية وفقكم الله وكلل أعمالكم بالنجــــاح