تعرف علي كلمة الرئيس السيسي في تدشين المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر الخاص بشركة سكاتك النرويجية
وائل بدر وعد 2020عبر صفحته الرسمية نشر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية
في تدشين المرحلة الأولى من مشروع
إنتاج الهيدروجين الأخضر الخاص بشركة سكاتك النرويجية والتي جاءت كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد/ یوناس جار ستوره
رئيس وزراء النرويج
السيدات والسادة الحضور،
بدايـة يسعدني ويشرفني مشـاركة سيادتكم تدشين المرحلـة الأولـى مـن المشـروع الأول لإنتـاج الهيدروجين الأخضـر بالمنطقـة الاقتصـادية لقنـاة السويس، وذلك على هامش القمة العالمية للمناخ COP 27.
وانتهز هذه الفرصـة لأعـرب عـن خـالص التقدير للسيد/ يونـاس جـار ستوره رئيس وزراء النرويج، وأن أشيد بالدور القيادي للنرويج في مواجهـة تغيـر المناخ والتعامـل مـع آثـاره، والذي يتضـح فـي التزامها السياسي علـى أعلـى مستوى بدعم عمـل المناخ الـدولي وتعزيـز جـهـود التحـول العـادل نحـو الاقتصاد الأخضر. ولعـل خيـر دلـيـل علـى ذلـك هـو اجتماعنـا اليـوم لافتتاح المرحلـة الأولـى مـن مشـروع إنتـاج الهيدروجين الأخضـر وهو ما يمثـل فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعـة كبيـرة مـن الـدول الفاعلة على صعيد جـهـود مواجهـة تغيـر المنـاخ، ولحشـد التوافـق الـدولي علـى المستوى السياسـي حـول الموضوعات المختلفة التي يتم التفاوض حولها خلال مؤتمرات الأطراف.
السيدات والسادة الحضور،
مـن هـذا المنطلـق وفـي ظـل الاهتمـام العـالمي المتسارع بالطاقات المتجـددة، وتحسين تقنيات توليد الكهربـاء مـن مصـادر الطاقة المتجـددة، والتـي تزامنـت مـع الاهتمام العالمي المتزايد بتغير المناخ وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، وفي إطار الاستفادة مـن ثـروات مصـر الطبيعيـة وبخاصـة مصـادر الطاقـة المتجـددة فقـد تـم فـي عـام ٢٠١٦ اعتماد استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة فـي مصـر حتـى عـام ٢٠٣٥ والتـي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجـددة في مـزيج الطاقـة لتصـل نسبتها إلـى حـوالي ٤٢% عـام ٢٠٣٥، هذا وقد اتسـقت استراتيجية الطاقـة المتكاملـة والمستدامة فـي مـصـر مـع استراتيجية التنميـة المستدامة (رؤيـة مصـر ٢٠٣٠) والاستراتيجية الوطنيـة للتغيرات المناخية ٢٠٥٠ والأهداف الأممية الـ 17 للتنمية المستدامة.
ويعد المشروع العملاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من أهم المواقع الجغرافية على مستوى العالم حيث سيمكننا من تصدير الهيدروجين الأخضر بسهولة إلى أوروبا ومختلف القارات الأخرى.
السيدات والسادة الحضور،
لقد اتخذت مصـر العديـد مـن الإجـراءات لتعزيـز الاستفادة من الإمكانيات الهائلـة مـن الطاقات المتجددة التي تمتلكهـا مصـر وذلـك مـن خـلال تشجيع القطـاع الخـاص علـى الاستثمار فـي مجـال إنشاء وتملـك وتشغيل محطات إنتـاج وبيـع الكهرباء المنتجـة مـن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما تحرص الدولة المصرية على تذليل أية عقبات معوقة لتلك الاستثمارات ووضع خارطة طريق لزيادة نسبة تلك الاستثمارات خلال السنوات المقبلة.
وقد أصبح للقطاع الخـاص ثقـة كبيـرة فـي منـاخ الاستثمار في مصر، ويكفى أن أقول لكـم أن هناك العديد من المشروعات جـاري تنفيذها فـي مـجـال إنتـاج الكهرباء من طاقـة الرياح والطاقة الشمسية، وهـو مـا يؤكـد قـدرة الطاقة المتجددة علـى جـذب الاستثمارات الأجنبيـة المباشـرة ويؤكد دور المؤسسات الوطنيـة فـي خـلـق مناخ استثماري يتمتع بمخاطر منخفضة وتفاعل إيجابي مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية.
ومما لا شـك فـيـه أن الربط الكهربائي وتجـارة الطاقـة يلعبـان دورا هامـا فـي تعزيـز أمـن الطاقـة. لذلك تشـارك مصـر بفاعليـة كبيـرة فـي جميـع مـشـاريـع الـربط الكهربائي الإقليمـي وأسواق الكهربـاء، كمـا أنـه جـاري العمـل علـى مشروع خـط الـربط الكهربائي بين مصر واليونان حيث ستكون مصر جسرا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا.
ومـن الـجـدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين قارة أفريقيا وأوروبـا سـوف يعمـل على استيعاب الطاقات الكهربائية الضخمة التي سيتم إنتاجهـا مـن مصادر الطاقات المتجددة في أفريقيا. وتحرص مصر على دعـم جـهـود الـدول الأفريقيـة للنفاذ للطاقـة النظيفـة مـن المصـادر المتجـددة خاصـة فـي ظـل مـا تتمتـع بـه الكثيـر مـن الـدول الأفريقيـة مـن العديـد مـن مصـادر الطاقة المتجددة غير المستغلة، ومن المنتظر أن تكون مصر أحد المحاور الأساسية لنقل الطاقة الكهربائية النظيفة إلى أوروبا.
السيدات والسادة الحضور،
كل تلك الجهود توضـح سـعى مصر منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات فعالـة فـي سبيل التحـول إلـى نموذج تنمـوي مستدام يتسـق مـع جـهـود الحفاظ علـى البيئـة ومواجهـة تغير المناخ، ليس فقط إيمانـا منهـا بحـق أبنائها وأجيالها القائمـة فـي مستقبل أفضل، وإنمـا أيضـاً لوعيهـا بـمـا يمثلـه التحـول الأخضـر مـن فرصـة واعـدة لتحقيق التنمية الاقتصادية في العديد من القطاعات الحيوية.
وفي ختام كلمتـي أجـدد الشكر لكـم، وأود التأكيـد علـى أن مصر لـن تـدخر جهداً في سبيل تشجيع الاستثمار في مشروعات الطاقة الخضراء والوقود الأخضر لمـا يمثلـه التحـول الأخضـر مـن فرصـة واعـدة لتحقيق التنمية الاقتصادية فـي مصـر، كما نثمن كافة الجهود مـن أجـل نجـاح قمة المناخ العالمية COP 27 في الخروج بتوصيات ناجحـة قـادرة على إظهار وحدة المجتمع الدولي ضد تهديد وجودي لا يمكننا التغلب عليه إلا من خلال العمل الجماعي والتنفيذ الفعال.
وشكرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،