شيخ الأزهر: رفع الله سيدنا محمد في المعراج ببدنه .. وهي مكانه لم يصل إليها مخلوق آخر
وعد 2020خلال حديثه في الحلقة الرابعة والعشرين ببرنامجه الرمضاني "حديث شيخ الأزهر"، قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: إن "الخافض الرافع" اسمان من أسماء الله تعالى، ليسا من أسماء الذات؛ ولكن من أسماء الأفعال بمعنى أن أثرهما يتعلق بأفعال العباد، فكما وردا في القرآن الكريم بصيغة الفعل وليس بصيغة الخافض الرافع، قال تعالى: ﴿ورفعناه مكانًا عليًّا﴾، وقال تعالى أيضًا: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات﴾.
وبيّن فضيلته أن آثار الاسمين تظهران على مستوى المحسوس والمعقول، كما يقولون في المكان والمكانة، فهناك رفع وخفض من الله على مستوى المحسوس والمعقول " المكان والمكانة"، وضرب فضيلته أمثلة لذلك فالرفع في المكان مثل رفع الله للعرش والسماء وخفض الأرض، هذا في إطار المحسوسات، وكذلك رفع الأنبياء، كسيدنا عيسى عليه السلام قال تعالى: ﴿بل رفعه الله إليه﴾، وكذلك سيدنا إدريس عليه السلام قال تعالى: ﴿ورفعناه مكانًا عليًّا﴾.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر أن كل ما عدا الله فهو مخلوق، فالسماوات والأرض مخلوقات، وكذلك الأنبياء أيضًا مخلوقون، رفع بعضهم على مستوى المكان، وعلى مستوى المكانة، وكذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قد رفعه الله ببدنه في حادث المعراج إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام، ورفعه الله تعالى إلى سدرة المنتهى وهي مكانة لم يصل إليها مخلوق آخر، حيث كلمه الله بشكل مباشر دون واسطة أو ملك يسمع الكلام وينقله، كما حدث في نقل القرآن بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام.
ورد فضيلة الإمام الأكبر على من يشكك في حادثة المعراج بأن عليهم أن يقولوا: أين سدرة المنتهى في الأرض؟! وأين جنة المأوى في الأرض؟! مؤكدً أن العلم حادث المعراج، بعدما كان يستبعد منذ قرن أو قرنين، فكان يقال: كيف يعرج وكيف ينتقل من مكان كذا إلى مكان كذا؟ واليوم يستطيع الإنسان أن يتصل بكل أقطاب الأرض من خلال موبايل أو هاتف محمول، وقد نسمع مستقبلًا أن الانسان استطاع أن يتواصل مع شخص ما على كوكب المريخ، وكل هذا على مستوى القدرات البشرية والعلوم البشرية المحدودة، فلِمَ يستعظم هؤلاء ذلك على القادر سبحانه وتعالى؟! إلا إذا كانت هناك لمسة إلحاد تحرك هذه الأمور.
اقرأ أيضاً
- شيخ الأزهر: تضييق الرزق على العبد أو التوسعة عليه ليس من باب الشر أو الخير إنما لحكمة يعلمها الله
- شيخ الأزهر: إذا علم العبد أن الله عليم بكل شيء فعليه أن يفوض أمره لله ويطمأن لذلك
- أحمد عمر هاشم: شهر رمضان فرصة للتدريب على الطاعات والبُعد عن المعاصي
- شيخ الأزهر: لا يجوز إطلاق ”الوهاب” على البشر لأن طبيعتهم لا تقبل أن تعطي بلا مقابل
- الأزهر: القرآن سيظل في عليائه كتابًا هاديًا للإنسانية كلها لا تنال من قدسيته أحقاد الصغار ولا تصرفات باعثي الفتن وبائعي الكراهية
- الدكتور سعيد عامر: الزكاة .. الركن الركين المقرون بالصلاة .. وهي تطهر الإنسان من الحقد والحسد وغيرها من الأخلاق الخبيثة
- الأزهر والداخلية ينهيان خصومة ثأرية بين أبناء العمومة بقنا
- شيخ الأزهر: الكون بكل مكوناته خاضع لقانون إلهي محدد لا يختل لحظة واحدة
- في دعاء التراويح .. الجامع الأزهر يناصر المسجد الأقصى ويدعو الله بزوال الاحتلال
- الإمام الأكبر: معجزة الخلق للأنبياء أضافها الله إليه وقيدها بأنها بإذنه
- شيخ الأزهر: جبر الخواطر هي حظ الإنسان من اسم الله ”الجبار”
- الإمام الأكبر يوضح معنى اسم الله ”المهيمن”.. ويؤكد: أن من لم يعرف أسرار اللغة العربية يتخبط في فهمه
وتعجب فضيلة الإمام الأكبر ممن يستهدفون القرآن الكريم بالتشويه والتشكيك دون غيره من الكتب السماوية، قائلًا: "طبعا ممنوع الكلام عن الإنجيل وممنوع الكلام عن التوراة الكتاب المقدس" ذاكرًا أن هذه التصرفات لا تستحق بأن يتوقف الشخص عندها لأنه معروف أسبابه وغاياته، مطالبًا فضيلته بأن يكون هناك -حتى- قليل من الاحترام لعقائد الناس والكتب المقدسة.
وطالب فضيلة الإمام الأكبر الشباب بعدم التعرض للبرامج التي تنال من الشرع الحنيف، وتخوض بغير علم في معتقدات الناس، والتحول إلى قنوات أخرى، موضحًا أن الهدف التعريض بمعتقداتهم، قائلًا: "أنا ضد أن يسمع الناس هذا الكلام وعقب انتهاء البرنامج يصرخون بعد ذلك" فالأولى عدم التعرض من الأساس لهذه البرامج.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن هناك في الغرب جهات ممولة لهذا الأمر بهدف إضعاف الشرق وإضعاف العالم العربي والمسلمين - وهنا لا أعمم على الجميع -، لذا فهم يعلمون جيدًا أن القرآن الكريم مصدر القوة، وهناك جهات سياسية مرتبطة بتلك البرامج من أجل ضرب مصادر القوة عند المسلمين في الشرق، لافتًا أن من يحتاج لمعرفة الكثير يقرأ الكتب المترجمة منهم أنفسهم، فالمقصود في كل الأحوال هو بلبلة الناس، وشغلهم وصرفهم عما ينفعهم ويفيدهم.
وختم فضيلته الحلقة بقوله: إن كثيرًا من علمائنا يختصر معنى "الخافض الرافع" في أنه يخفض الجبابرة ويذل الطغاه والمستكبرين ويرفع الأولياء والأنبياء؛ ولكن معنى خافض هنا هو المتوجه الى إذلال الجبابرة والمستكبرين، ويرفع بمعنى ينصر الحق وأهله ويخفض الباطل وأهله، يوالي المؤمنين والأولياء والعلماء العاملين بعلمهم، ويعادي من يعادي الله سبحانه وتعالى.