شيخ الأزهر: إذا علم العبد أن الله عليم بكل شيء فعليه أن يفوض أمره لله ويطمأن لذلك
وعد 2020خلال الحلقة الثانية والعشرين ببرنامجه الرمضاني "حديث شيخ الأزهر"، قال فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن ثبوت صفة العلم لله لم ينكرها أحد من العلماء ولا يمكن لأن هذه قيمة فكرية مُسلم بها، والدليل على إثبات صفة العلم واضح جدا فصنعته -سبحانه وتعالى - وما في صنعته من علوم دقيقة دليل واضح على علمه، مضيفًا فضيلته أنه لو نظرنا إلى العالم العلوي أوالسفلي، سواء كواكب أو شمس أو غيرها من نظام الفلك، وإلى الأرض من الجبال والبحار والإنسان بأجهزته الدقيقة، فإن العقل بالضرورة يقول لا بد أن صانع هذه الأشياء عالم، لا بد أن يكون عالمًا بأكثر مما في هذه الأشياء من علوم، وهنا هو الاستدلال العقلي، فضلا عن الاستدلال من القرآن الكريم في قوله تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
وفرق فضيلته بين العلم الإلهي وعلم المخلوق، قائلا: "نحن نعلم أن اسم العليم من الأسماء التي لا يختص بها إلا الله سبحانه وتعالى مثل الله ومثل الرحمن كما تحدثنا، و إنما تطلق إطلاقين، إطلاق حقيقي وإطلاق مجازي، تطلق على الله تعالى إطلاقا حقيقيًا، يعني عالم بالمعنى الحقيقي للعلم، وتطلق على العبد بالمعنى المجازي.
وأضاف فضيلته أن معنى الحقيقي هو العلم الإلهي له سبحانه وتعالى علمه قديم وأزلي فكما أن ذاته تعالى قديمة لا أول لها فعلمه قديم لم يسبقه جهل، فلا تفترض في العلم الإلهي أنه علم حادث، أوحدث بعد أن لم يكن، لأن هذا يستلزم الجهل، وهذا بخلاف الإنسان لأنه مولود جاهل، فدائما علوم الإنسان حادثة باستمرار.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن صفة العلم لله تعالى واحدة في ذاته، غير متغير وغير متعدد، فلا يتعدد بتعدد المعلومات، بخلاف الإنسان فعلمه يتعدد بتعدد المعلومات، إذا العلم الإلهي علم واحد محيط بجميع المخلوقات دفعة واحدة لا يتغير بتغير المعلوم بخلاف العلم البشري، فإنه يتغير بتغير المعلوم.
اقرأ أيضاً
- شيخ الأزهر: لا يجوز إطلاق ”الوهاب” على البشر لأن طبيعتهم لا تقبل أن تعطي بلا مقابل
- شيخ الأزهر: الكون بكل مكوناته خاضع لقانون إلهي محدد لا يختل لحظة واحدة
- في دعاء التراويح .. الجامع الأزهر يناصر المسجد الأقصى ويدعو الله بزوال الاحتلال
- الإمام الأكبر: معجزة الخلق للأنبياء أضافها الله إليه وقيدها بأنها بإذنه
- شيخ الأزهر: جبر الخواطر هي حظ الإنسان من اسم الله ”الجبار”
- الإمام الأكبر يوضح معنى اسم الله ”المهيمن”.. ويؤكد: أن من لم يعرف أسرار اللغة العربية يتخبط في فهمه
- شيخ الأزهر: المعجزات التي يظهرها الله سبحانه وتعالى على أيدي الأنبياء هي بمثابة شهادة تصديق إلهية
- الإمام الأكبر: معاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح .. ومقابلة الإساءة بالإحسان ليست ضعف وخضوع
- الإمام الأكبر: السلام هو أساس قيام الكون .. فالكون قائم على العدل والسلام
- شيخ الأزهر: تعظيم آل البيت واحترامهم لا يعني العبادة ولا يدخل ضمن الشرك
- الإمام الأكبر: أول صفة من الصفات الإلهية هي الصفة الذاتية أو النفسية وهي ”الوجود”
- بهذه الكلمات .. قدم الإمام الأكبر تعازيه للبابا تواضروس والإخوة المسيحيين في حادث قتل كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك
وأوضح فضيلة الإمام الاكبر أن علم العبد نسميه علم مكتسب، يعني يكتسبه عن طريق المصادر، ولذلك لا يصح أن أقول مصادر علم الله، إنما أقول مصادر علم الإنسان، ومصادر المعرفة عند المسلمين كما قلنا الحس والعقل والوحي المعصوم، لأنه كثيرا ما يغرر بالشباب، ويراد أن يعتقد أن الحواس هي المصدر الوحيد الذي يمول الإنسان بالمعرفة.
وذكر فضيلة الإمام الأكبر أن حظ العبد من اسم الله العليم هو أنه إذا علم العبد أن الله تعالى يعلم كل شيء فعليه أن يفوض الأمر لله سبحانه وتعالى، وإذا علم الإنسان هذا أطمأن وكان لجوءه إلى الله سبحانه تعالى أو وقوفه دائما على هذا الباب، وليس على أبواب أخرى جاهلة والامر الثاني هو أن يعلم الإنسان شرف العلم ويكتسب العلوم ويسعى للتعلم.
وختم فضيلته الحلقة بالتنبيه على أن العلماء قالوا أن العلوم تتفاضل بتفاضل موضوعاتها، وإذا كانت العلوم تتفاضل وشرفها يتفاوت بشرف موضوعها، وكان هذا العلم علم الإلهيات موضوعه أشرف الموجودات فهذا العلم هو أشرف العلوم ويجب على الإنسان أن يأخذ منه بحظ قليل أو كثير، وهو ما يسمى بعلم أصول الدين، حتى أنه يقدمونه على علم أصول الفقه، لأن أصول الفقه تتعلق بالأحكام الفرعية كأحكام الوضوء والصلاة والزكاة وغيرها، أما أصول الدين تتعلق بأصول المسائل الفرعية وليس بالمسائل الفرعية.